الأمم المتحدة: ثمانية ملايين شخص مهددون بالمجاعة في جنوب السودان
روما - 3 - 11 (كونا) -- حذرت الأمم المتحدة اليوم الخميس من أن ما يصل إلى 76ر7 ملايين شخص في جنوب السودان أي نحو ثلثي عدد السكان مهددون بانعدام الأمن الغذائي والمجاعة.
جاء ذلك في تقرير مشترك أصدرته كل من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي اليوم الخميس.
وحذرت المنظمات الثلاث في التقرير المعنون (التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) من ارتفاع نسبة الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد والشديد في جنوب السودان الى أعلى مستوياتها على الإطلاق بما تهدد بالمجاعة بسبب أزمة المناخ والصراع الداخلي.
وقال التقرير إن انتشار الجوع وسوء التغذية في جميع المناطق المتضررة من الفيضانات وموجات الجفاف والنزاعات في جنوب السودان "يزيد من احتمال أن تواجه بعض المجتمعات المحلية خطر الموت جوعا ما لم تستمر المساعدات الإنسانية ويتم توسيع نطاق تدابير التكيف مع المناخ".
وبحسب التقرير فان 76ر7 مليون شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف المتوقع حدوثه في الفترة من أبريل إلى يوليو 2023 بينما يتوقع أن يعاني 4ر1 مليون طفل من سوء التغذية.
كما نبهت المنظمات الأممية إلى أن "سوء التغذية قد بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق متجاوزة حتى المستويات الفائقة أثناء النزاعات في عامي 2013 و2016.
وأرجع التقرير ذلك إلى مزيج من النزاعات وظروف الاقتصاد الكلي السيئة والظواهر المناخية القاسية والمتطرفة وارتفاع تكاليف الغذاء بالتزامن كذلك مع الانخفاض في تمويل البرامج الإنسانية على الرغم من الارتفاع المطرد في الاحتياجات الإنسانية.
وفي هذا الصدد قال برنامج الأغذية العالمي "كنا نعمل على الحيلولة دون وقوع المجاعة طوال العام وتجنبنا أسوأ النتائج" موضحا أن "ذلك لا يكفي نظرا لأن جنوب السودان في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ حيث تخسر الأسر ديارها وماشيتها وحقولها وأملها يوما بعد يوم بسبب تقلبات الطقس الشديدة".
وشدد على أنه "بدون المساعدات الغذائية الإنسانية سيجد ملايين آخرون أنفسهم في وضع يرثى له بشكل متزايد وسيكونون غير قادرين على توفير حتى أبسط المواد الغذائية لأسرهم" مشيرا الى أن المناطق الأشد تضررا من الفيضانات لسنوات وسط البلاد هي تلك التي تعاني من أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي.
ومن جانبها شددت (فاو) على "الحاجة إلى دعم سبل كسب العيش بشكل خاص لتسهيل الاعتماد على الذات في إنتاج الغذاء في جنوب السودان نظرا لتوافر الإمكانات حيث تم إنتاج حوالي 840 ألف طن من الحبوب في 2021 خلال عام صعب مع تغير المناخ والفيضانات والصراعات وعوامل أخرى".
كما شددت على الحاجة إلى ضخ استثمارات عاجلة في سبل كسب العيش الريفية لزيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي في ظل العجز الحالي في الحبوب البالغ 541 ألف طن في وقت تزداد أزمة الغذاء في جميع أنحاء جنوب السودان عمقا".
بدورها قالت (يونيسف) إن "الفيضانات أدت على مدار السنوات الثلاث الماضية إلى تضرر عدد متزايد من السكان تضررا بالغا في جميع أنحاء جنوب السودان من بينهم عدد متزايد من الأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وهو ما لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهله".
وشددت على أن "حماية الأطفال بشكل فعال من تداعيات تغير المناخ يستوجب أن نضمن وصولنا إلى الأطفال الأشد ضعفا من خلال حزمة أساسية من تدخلات الخدمات الاجتماعية الشاملة لعدة قطاعات".
ومن جانبها أوضحت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان أن "تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو نتاج أشهر من جمع البيانات وتحليلها بمشاركة من الحكومة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والشركاء الآخرين".
وأكدت "ضرورة وجود مثل هذه البيانات الجيدة من أجل صياغة خطط الاستجابة الإنسانية للمساعدة في تلبية احتياجات السكان داخل البلاد اذ تظهر هذه البيانات أن شعب جنوب السودان بحاجة إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى".
وشددت على "أهمية تلقي الالتزامات المالية من الجهات المانحة من أجل توفير الموارد للاستجابة الإنسانية لعام 2023 كي تستطيع الوكالات المعنية التصدي لتدهور الوضع الإنساني في جميع أنحاء جنوب السودان والا لن تتمكن من تجهيز المساعدات الإنسانية اللازمة في الوقت المناسب ما يترك ملايين الأسر عرضة لخطر السقوط في براثن الجوع". (النهاية) م ن / م م ج